لحظات من ذهب....
لطالما كان الغضب يأتي سريعا ً يعصف في ذهني ويسيطر على ردود فعلي
ولطالما كان التأفف أخف لحظات غضبي
ولطالما كان التعليق والرد على أي فعل جاهز للإنطلاق
لماذا ؟
لماذا أنا سريع الغضب؟
حاولت أن أخفف تلك الحدة عبثا ً
لأن الغضب دائما ً كان أسرع
هل يجب أن أغضب اذا تجاوز عني أحد سائقي السيارات ؟
وهل يجب أن أخرج عن طوري إذا أخذ دوري أحد الزبائن ؟
وهل يجب أن أفجر جام غلي إذا استفزني أحدهم ؟
وهل وهل ...... وكم تتعدد الأسئلة ؟
فكرت بما ينتابني وبما أحظى به جراء تلك الموجة العارمة
قرأت مواضيع كثيرة عن الغضب ساعدتني على التخلص من الحدية بشكل جيد إلا أنها لم تنهه
وقرأت عن الذي إذا غضب من أجل دينه كان خير الناس
إلى أن حدث في ذلك اليوم والحمد كل الحمد لله عز وجل حين شعرت ليلا ً بآلام شديدة بمفاصلي وأيقنت أنها لفحة هواء وأني بحاجة إلى إبرة لكي تسكن الألم
أخذني صديقي للطوارئ .. وكان عدد المرضى نسبة ً لوجود الأطباء والكادر التمريضي كبير . نظرت إلى معظم الحالات وأسال الله الشفاء لجميع مرضى المسلمين فخف علي ألمي بل إنه قد بدأ يزول ... كل ما كنت احتاجه فقط الإبرة وأذهب
لذلك غضب صديقي من التأخير والانتظار وبدأ صوته يعلو . ....
نظرت من حولي إلى أن قرأت عبارة غيرت لي ما كنت بحاجة لتغييره ....
( لحظات الإنتظار إجعلها للإستغفار )
فكرت مليا ً بهذه العبارة وسرحت .. كأنني أول مرة أفهم ما معنى وقت
كأنني أول مرة أعلم أن الاستغفار يمكن أن يكون بأي وقت
وكأنني أول مرة أفهم معنى الصبر والتروي وذكر الله
أين كانت تلك العبارة مخفية ً عني ؟؟؟
هل كان من الصعب فهمها ؟؟؟؟
ياه كم كنت جاهلا ً .... كم كنت أضيع من أوقات ... وكم كنت أخذ من السيئات وأضيع الحسنات
من يبدل الحسنات بالسيئات في أهون اللحظات من ؟؟؟
إنه أنا
نعم أنا
ندمت على غضبي وفرحت لمعرفة العلاج
الحمدلله كل الحمد .. انني أصبحت لحظات الإنتظار وأنني أصبحت أقدر الوقت بشكل أفضل ... وزاد تفكيري وتغيرت ردود فعلي
ليس بشكل مطلق لكن جيد لما كنت عليه
الحمد لله